قصة نجاح الاوفيس بوي

في 2004 كنت قاعد مع رجل أعمال كبير بعرض عليه شغل وبعد ساعة دخل علينا شخص مبتسم وسعيد وأهدى لرجل الأعمال نسخة من كتابه الجديد وعرفنى بنفسه كنائب لمدير تنفيذي إحدى المؤسسات العاملة في مجال النشر الإلكترونى وكانت مؤسسة كبيرة ومعروفة وكنت حاسس إن رجل الأعمال بيتعامل معاه بشكل أقل من قيمته كمؤلف للكتب ونائب مدير ومركز مرموق يعني كان ( متباسط ) معاه أكتر من اللازم وبيناديه باسمه بدون دكتور مثلاً أو أستاذ ...إلخ .

بعد مغادرة الضيف الجميل لفت نظري إن رجل الأعمال (واخد) علي الراجل زيادة فأكيد علاقتهم وثيقة جداً.

فسألني أنت عارف الراجل ده يبقي مين وإيه قصته ؟ فجاوبته لأ طبعاً

فجاوبني إن الرجل ده كان بيشتغل معاه من حوالي 15 سنة ك (أوفيس بوى) وإنه بعد فترة من العمل بدأ يتدرب بجانب شغله علي إدخال البيانات في نفس الشركة بعد مغادرة الموظفين لحد ما أتقن إدخال البيانات وبعد فترة أصبح مدخل بيانات لدى الشركة بدوام كامل وبمجرد ما ترقى الترقية دي قدم في الجامعة المفتوحة وبدأ سلم وظيفي طويل وهو الآن زى ما إنت شفت وأتوقع له إنه يكمل لأعلى من ذلك لأنه طموح ومجتهد ونشيط وقابل للتعلم ولا يضيع وقته .

إفتكرت الحكاية دي النهاردة تحديداً لأن النهاردة أول يوم لل (أوفيس بوى) اللي كان معايا في فريق المبيعات ورغم إن عمله مجهد إلا إنه كان حريص طول ال 3 سنوات الماضية إنه يتابع ويقرأ ويدخل علي صفحة إعمل بيزنس وصفحات كتير وأى ندوة كنا ننظمها لأعضاء إعمل بيزنس كان بيبقي حاضر فيها وحتى أخر ورشة عمل عن كيفية إستغلال إرتفاع الدولار في زيادة الحصة السوقية ثم زيادة الأرباح ) كان حاضر فيها في الصف الأول وكان أي تدريب للمنضمين الجدد لقسم المبيعات كان بيهتم ويحضر رغم تكرار المعلومات ومن فترة بدأ يكثف حضور التدريب واتفق مع مدير المبيعات إنه يختبره بعد كل تدريب وكان كل مره بيحضر التدريب ويختبر ومدير المبيعات يرفضه ويقوله إدخل التدريب مره تانية وأنا كنت بشجعه وأقوله أنت في النهاية بتحضر كل يوم وبقالك 3 سنين بتحاول مش هتفرق من شهر كمان لحد ما مدير المبيعات وافق إنه يدخل تحت الإختبار وكان النهارده أول يوم له

الشخصيات اللي بتحاول إنها تطور وتنمي من نفسها بتتعب جداً وقت ما أصدقائهم بيرتاحوا لكن بعد سنين بيلاقوا نفسهم في مكان مختلف تماماً عن قرنائهم اللي بدأوا نفس البداية ففي النهاية التعب بيروح وبيبقى الإنجاز والدرجة اللي بتاخدها وتبني عليها بعد كده والنجاح بيجيب نجاح واللى بيزرع لازم يحصد حتى لو تأخر الحصاد واللي يقولك غير كده إما فاشل أو جاهل ...فاشل يعني عايز ينام ويرتاح ومش عايز يتعب نفسه أو جاهل لا يعلم نتيجة المجهود والتعب والشقا .

ربنا سبحانه وتعالى بيقدم لنا دايماً فرص في الحياة والشاطر هو اللي بيستغلها ومحدش فينا مسئول عن نقطة بدايته لكن كل واحد فينا مسئول عن نقطة نهايته وربنا سبحانه تعالي لا يضيع أجر من أحسن عملاً