إفلاس ساوند كلاود

"ساوند كلاود" .. هل تواجه مصير كوداك؟

من 2017 واحنا بنسمع كلام كتير عن إن شركة "ساوند كلاود SoundCloud " بتواجه شبح الإفلاس، بعض التقارير في الوقت ده كانت بتقول إن الشركة قدامها 50 يوم بس وهتعلن إفلاسها، ده غير أن مؤسسي الشركة "أليكسندر لونج" و "إيرك واهفلورز" عملوا مؤتمر عشان يوضحوا فيه مبرراتهم لتسريح عدد كبير من الموظفين، وفي المؤتمر ده أعلنوا صراحة إن حجم المال الباقي في الشركة يدوب يكفيها لحد آخر 3 شهور في 2017!!

الموضوع بدأ في 2015 لما الشركة خسرت 51.22 مليون يورو، والرقم ده كان أكبر بنسبة 30% من المبلغ اللي خسرته ف 2014 وفقا لموقع techcrunch، وفي 2017 اضطرت الشركة لتسريح 40% من الموظفين وقفلت مكاتبها في "سان فرانسيسكو" و"لندن" وده كان في إطار خطة إعادة هيكلة جوه الشركة لخفض النفقات.

البعض كان بيرجع السبب الرئيسي في الخساير اللي بتتعرضلها "ساوند كلاود" إنها كانت بتعتمد بشكل مباشر على الاستثمارات الخارجية عشان تحقق النمو والأرباح، وبالتالي مكنش عندهم نموذج ربحي واضح، وطبعًا نتيجة التقارير المالية السيئة اللي كانت بتلاحقهم كان فيه تخوف من المستثمرين لضخ أي تمويلات جديدة في الشركة باستثناء "تويتر" اللي كانت بتخطط تستحوذ عليها.

ولما الشركة حاولت تعمل نموذج ربح أعلنت في 2014 عن طرح الإعلانات في الخدمة للمرة الأولى وده عن طريق برنامج جديد لصانعي المحتوى On SoundCloud بيتيح لهم تحقيق الربح المادي من خلال الإعلانات، ووفقًا للمدير التنفيذي في الوقت ده " “آليكس لونج” الشركة كانت قررت تعتمد على الإعلانات دي لتحقيق الربح وفي المقابل تخلي الخدمة مجانية"ساوند كلاود، لكنها فشلت في تحقيق مردود حقيقي من حيث الأرباح.

كمان حاولوا يعملوا "خدمة موسيقية مدفوعة" عشان تخلق قنوات جديدة للربح، لكنها مقدرتش تصمد كتير قدام المنافسين زي "سبوتيفاي" و"آبل ميوزيك" وعلى الرغم إنها خفضت رسوم الاشتراك للنص تقريبًا إلا إن عدد الاشتراكات متعداش الـ 100 ألف، في حين لو بصينا على مجموعة الاشتراكات المدفوعة في سبوتيفاي مثلًا هنلاقيها تعدت حاجز الـ 87 مليون في 2018 وده فرق شاسع!

طبعًا ده كله في ظل إنها كمان توقفت عن التطوير ف آخر 5 سنين! لدرجة إننا لو بصينا على شكل البرنامج هنلاقيه زي ما هو مبيتغرش مع كل تحديث، وطبعًا "ساوند كلاود" مش الوحيدة التي دفعت التمن ده نتيجة إهمالها للتطوير، فيه أمثلة تانية كتيرة زي "كوداك" اللي أعلنت إفلاسها في 2012 بعد عجزها عن مواكبة الكاميرات الرقمية وكمان شركات تانية أشهرهم بلاك بيري ونوكيا، فكل التجارب من النوع ده مكنتش مبشرة! وكانت بتنذر إن الشركة الألمانية هتمشي على خط من سبق وهتعلن إفلاسها.

لكن مع نهاية سنة 2017 الوضع اختلف تمامًا وبدأت "ساوند كلاود" تاخد خطوات جادة عشان تواجه خطورة "الإفلاس"!!

أول حاجة وضعت الشركة حد للشائعات اللي كانت بتدور حوليها، ونشرت عبر الحساب الرسمي ليها على تويتر تغريدة في يوليو 2017 بتأكد فيها إنها مستمرة ونفت كل شائعات الإفلاس اللي كانت بتلاحقها. https://bit.ly/2BKKuBw

بعد كده في أغسطس 2017 أجرت ساوند كلاود مجموعة من التغيرات الإدارية على المستويات العليا، وده كان بمثابة ضخ دماء جديدة في الشركة، وبموجب التغييرات دي تم تعيين الرئيس التنفيذي السابق لـ "فيميو" "كيري تراينر Kerry Trainer " رئيس تنفيذي لـ "ساوند كلاود" مكان " ألكسندر لجونغ Alexander Ljung " اللي بقي رئيس مجلس الإدارة، وده بالإضافة لمجموعة من التغيرات من بينها تغيير رئيس العمليات في الشركة.

كمان بفضل الجهود والتغيرات الإدارية في المقام الأول نجحت في مارس من نفس السنة في الحصول على التمويل الأكبر في تاريخها من المجموعة المصرفية " "Raine Group"، وصندوق إدارة الثروة "Temasek" وبلغت قيمته أكتر من 170 مليون دولار بحسب المصادر.

على مستوى التطوير عملوا مجموعة تطورات زي مشاركة المحتوى على ستوري انستجرام واللي نافست فيه " سبوتيفاي"، ده غير إنها أطلقت خدمات مدفوعة في إطار خطتها لتدعيم النموذج الربحي الخاص بها، زي “SoundCloud Premier” وقيمة الإشتراك فيه 72 دولار سنويًا، بالإضافة لـ Pro Unlimited واللي بتبلغ قيمة الاشتراك فيه 144 دولار سنوياً، وأتاحت للفانين توزيع محتواهم الموسيقي بشرط شراء أكونت في أحد الخدمتين وإن المحتوى ميكنش بينتهك حقوق الملكية.

كمان التقرير المالي للشركة سنة 2017 بيقول إنها بعد ما حصلت على التمويل الأخير ليها عملت بعض الإجراءات لتحسين وضعها المالي زي تقليل نسبة الديون وتقليل بعض نفقات التشغيل واجراء بعض التطورات لتحقيق عائد والتفاوض في بعض العقود والمستحقات، ده غير إنها عملت شراكة إعلانية مع شركات كبيرة زي DAXو Pandora

ومع بداية 2018 حققت الشركة إيرادات تخطت 102 مليون دولار بنسبة زيادة 80% عن 2016 وارتفعت إيرادات الاشتراك بنسبة 89%، وفي 2018 صرح المتحدث باسم الشركة إن الشركة حققت خطة نمو 2018 بنسبة 100%

طبعًا كل ده ولسه مستقبل "ساوند كلاود" مرهون بتوقعات، لكن على الأقل الشركة انتصرت في معركة النفس الطويل ولسه موجودة وبتصارع من أجل البقاء لحد دلوقتي، لكن يظل التحدي الأكبر اللي بيواجهم هو تدعيم النموذج الربحي الخاص بيهم لتحقيق مزيد من الإيرداد وإصلاح الوضع المالي للشركة وده متوقف على جهود التطوير والاستثمارت.