في سؤال تم نشره على موقع quora يستفهم صاحبه عن ماذا يمكن أن يفعل المرء بالـ 100 دولار، تعددت إجابات القراء ما بين شراء خيمة، ألعاب، بنطلونين جينز أو هاتف ذكي منخفض التكلفة أو حتى 40 قطعة برجر من النوع الرخيص.

لكن ما بين هذا وذاك، لم يذكر أحدهم أن بالـ 100 دولار هذه يمكنك لا أن تؤسس شركة تجارية عملاقة فحسب، بل أيضًا أن تربح أكثر من 50000 ألف دولار في بدايتها، كيف؟! هذا سؤال يجيبه علينا الكاتب والمدون ورائد الأعمال كريس جيليو في كتابه الأشهر والأكثر انتشارا: شركة ناشئة بمئة دولار The $100 startup أو ما نحب أن نطلق عليه نحن دليلك المختصر للسيطرة على عالم الأعمال.

$C:\Users\maha.mahmoud\AppData\Local\Microsoft\Windows\INetCache\Content.Word\35307.jpg$

كريس جيليو وكتاب شركة ناشئة بمئة دولار مترجم إلى اللغة العربية

كتاب شركة ناشئة بمئة دولار هو خلاصة تجربة ومجهود أكثر من 1500 رائد أعمال، تمكنوا من بدء مشاريعهم بتكلفة 100 دولار أو حتى أقل، واستطاعوا في وقت قصير من النجاح في بناء إمبراطورتيهم التجارية الخاصة، إمبراطورية بدأت من متجر صغير أو حتى نشاط تجاري رقمي ليس لديه مخزن أو عدد كافي من البضائع، ليتحول إلى نشاط ضخم يتهافت عليه الجميع ويغذي طلبات العديد من العملاء.

كيف تمكن هؤلاء من تحقيق ذلك؟ وكيف يمكنك أنت أن تحذو حذوهم، بل أنت تقدم أفضل مما قدموا هم؟ هذا السؤال يجيبه بالتفصيل كتاب شركة ناشئة بمئة دولارلكاتبه كريس جيليو.

من هو مؤلف كتاب The $100 startup كريس جيليو؟

كريس جيليو هو كاتب ومدون عالمي يعرف الأن بكونه واحدا من أهم متحدثي العالم ورواد العالم المحترفين، لكن شهرته الأهم تنبع من بدايته المتواضعة في كتابته الشغوفة حول السفر وعالم ريادة الأعمال في مدونته المعروفة باسم فن عدم المطابقة، حيث نجح بأسلوب السهل والمبسط أن يكتب مئات بل ألاف الموضوعات الشيقة حول السفر وبناء المشاريع والعمل الحر، والذي توج في النهاية في صورة كتاب إلكتروني يسمى بدليل موجز للسيطرة على العالم، والذي استطاع أن يحقق نجاحًا هائلًا في وقتها وتجاوز عدد مرات تحميله الـ 100 ألف.

كيف نشأت فكرة كتاب شركة ناشئة بمئة دولار The $100 startup؟

اهتمام جيليو بالسفر وعالم ريادة الأعمال كان شغفًا طاغيًا عليه، شغفًا استطاع أن يحوله إلى عمل أكثر منه هواية، فمن خلال رحلة سفر طويلة لأكثر من 1500 شركة ناشئة حول العالم، عمل كريس جيليو على محادثة رواد الأعمال المحترفين والذين نجحوا في تأسيس شركاتهم الناجحة بميزانية لا تتخطى الـ 100 دولار، ليشاركوا خلاصة تجاربهم من تجارب ناجحة وفاشلة وما واجهوه من عقبات وما تعلموه خلال الرحلة، بحيث مشاركتهم يساعدون الشباب الراغبين في اقتحام المجال.

في كتابه شركة ناشئة بمئة دولار The $100 startup، يقوم كريس جيليو بإلقاء الضوء على كل من الأسس الثلاثة المشتركة والتي جمعت بين كل من حدثهم في هذا الكتاب، حيث لاحظ أن جميع المشاريع الناجحة والتي بدأت بميزانية لا تتعدى المئة دولار وقد تقل، جميعها تشارك روادها في امتلاك الثلاثة عوامل الآتية:

الشغف:

عند تحليل العامل المشترك الأبرز بين الـ 1500 شركة رائدة الذين تمحور حولهم كتاب شركة ناشئة بمئة دولار، لاحظ كريس جيليو أن العامل الأبرز والأكثر تأثيرًا في استمرار هذه الشركات ونجاحها هو أن روادها جميعًا امتلكوا نوع من الشغف والحب لما يقومون به؛ فالشغف كان محركًا أساسيًا لهؤلاء، لا لدفعهم لتحويل هويتهم إلى عمل فحسب، بل ايضًا لجعلهم يصبرون على ما يعانون منه من ضغوط وأزمات.

فكريس جيليو يرى أن الشغف هنا كان أشبه بالمخدر القوى الذي ساعد هؤلاء الشباب على التخطيط للمستقبل جيدًا ومعايشة الحاضر بالشكل الاحترافي الذي يساعدهم على الاحتفاظ بما يمتلكونه بالفعل وتطويره، بجانب تخطى الألآم والمفاجئات والسقطات المزعجة التي يشتهر بها سوق الأعمال الغير متزن كذلك.

أى أن الشغف هنا كان بمثابة الميزان التى تمكن به رواد الأعمال الناشئين ما بين الموازنة بين متطلبات كسب لقمة العيش اليومية، ومابين التمسك بأفكارهم وتحقيقها بالطريقة التي يطمحون لها.

الشغف هنا بالإضافة إلى كونه محرك قوى لرواد الأعمال الناشئين لبدء عملهم والنجاح فيه، إلا إنه بمثابة سلاح مضاد ذو تأثير سلبي فعال؛ فالشغف إذا لم يكن حياديًا ولا يعمي بصيرة صاحبه عن رؤية السلبيات؛ سيتحول حينها إلى المسبب الأول لتدميره؛ فأحيانًا ما يقع الشخص في غرام فكرته، بالشكل الذي يجعله لا يقبل أي نقد أو خطأ فيها، غرام يجعله يرفض النصائح الجيدة لعمله ويتجاهل أي نقد قد يظهر مشروعه بصورة قاصرة أو بعيدة عن الكمال.

حينذاك يصل الشغف بصاحبه إلى حائط سد، حيث يكون فيه عاجزًا لا عن الرجوع إلى مصدر كسب لقمة العيش مرة أخرى أو محاولة النهوض بمشروعه مجددًا، لذلك من المهم عندما يبدأ شخص مشروع شغوف به، أن يتعامل مع الفكرة ذاتها باحترافية وموضوعية شديدة، تجعله يعمل لها بكل جهد وحب، لكن يقيمها بكل حيادية وحزم.

المهارات

لأن الشغف وحده لا يكفي، يجب على كل رائد أعمال ناشئ أن يمتلك مجموعة من المهارات الفنية والشخصية والاتصالية اللازمة؛ فممارسته لهوايته الآن لم يعد مقتصر تأثيره على محيطه الشخصي فحسب، بل عليه أن يشبع رغبات العديد من العملاء المختلفين في طبائعهم واحتياجاتهم وكذلك مستوياتهم الاجتماعية والمالية؛ فإذا رغب في تقديم منتجه بطريقة احترافية وجيدة لهؤلاء العملاء، عليه أن يكتسب مجموعة من المهارات الجديدة، هذه المهارات يجب أن تتنوع ما بين المهارات الفنية المتعلقة بالمجال ذاته وأحدث التطورات فيه، بالإضافة إلى مهارات خاصة بمخاطبة العملاء والتفاوض معهم وحل مشاكلهم، بجانب مهارات البيع والتسويق اللازمة للترويج للمنتج وبيعه.

عندما نتحدث عن المهارات هنا؛ فكتاب شركة ناشئة ب 100 دولار لا يتحدث عن مستوى متقدم منها أو يرغب في أن يبدأ رجل الأعمال بخبرة ومهارات خبير، بل أن هذا أمر مستحيل حدوثه في البدايات وسيكلف صاحبه الكثير من الوقت والأموال حتى يصل إليه، لكن المقصود هنا أن يمتلك صاحب المشروع مستوى مقبول من المهارات بالشكل الذي يجعله يعرف أين سيبدأ في وضع قدميه، وإلى أين سيتجه، مهارات تساعده على التخطيط الاستراتيجي والمالي للمشروع بكفاءة، بحيث يعرف أين ومتى وكيف ولماذا سينفق أمواله وعلى ماذا وما الذي سيعود عليه. مهارات تساعده على التخطيط للمستقبل وتخطى العقبات، والتعامل مع الأزمات بالاحترافية بل والاستفادة منها كذلك.

بجانب اكتساب مجموعة من المهارات الشخصية والفنية التي يجب على كل رائد أعمال ناشئ اكتسابها، إلا أن من الضروري ايضًا أن تكون هذه النقطة هي نقطة مستمرة في حياته، فالخبرة التي يكتسبها في الطريق والدروس المستفادة من أزماته والمشاكل التي يواجهها، هي الأكثر تأثيرًا وفعالية في مشوار نجاحه، لذلك يجب أن يمتلك رائد الأعمال الفطنة الكافية التي تجعله يعيد النظر إلى ما يواجه من عقبات وإعادة تحليلها ومعالجتها، ثم الاستفادة منها في النهوض مجددًا والبدء في منحنى النجاح بصورة أكثر سرعة واحترافية عما ذي قبل.

الاهتمام بالعملاء

بجانب امتلاك الشغف والمهارات الشخصية والفنية اللازمة، فإن هناك عامل خطير يفصل ما بين رائد الأعمال الناجح ورائد الأعمال المحترف؛ فالأول تقوم تجارته على الشراء والبيع بشكل جيد، أما الثاني فتجارته تقوم على بناء علاقة وطيدة مع العميل تجعله لا يرغب في التعامل مع أي شركة منافسة فحسب، بل يشجع الأخريين لمعايشة نفس تجربته هو الآخر، وهو ما يسمى بفن بناء الثقة مع الجمهور المستهدف أو توطيد العلاقة مع العميل.

من خلال كتاب The $100 startup، يشير كريس جيليو إلى أن الاهتمام بالعملاء ومنحهم قيمة مضافة بجانب القيمة الحقيقية للمنتج المباع، كان له التأثير الأكبر في نجاح هذه التجارب وانتشارها، فالعملاء دائمًا ما يبحثون عن ميزة حصرية أو تنافسية تجعلهم يفاضلون بين منتج وآخر، فمجرد أن يروا هذه الميزة يتم فض الصراع النفسي بداخلهم لصالح الشركة التي تمتلك هذه القيمة، فإذا نجحت الشركة الناشئة في امتلاك ميزة تنافسية في بداية مشوارها، لن تتمكن من جذب العملاء المستهدفين فحسب، بل ستنجح أيضًا في استقطاب العملاء من الشركات المنافسة كذلك.

الاهتمام بالعملاء لا يقتصر على عملية تصميم وبيع المنتج، بل يشمل أيضًا الطريقة التي يتم فيها التعامل مع الجمهور المستهدف وطريقة حل نزاعاتهم وشكواهم؛ فبعض الشركات الفاشلة عادة ما تقع في فخ تقديم الربح على مصلحة الجمهور بالشكل الذي يجعلهم سرعان ما يخسرونهم ويقدموهم كفرصة مجانية سهلة للمنافسين.

ملخص كتاب شركة ناشئة ب 100 دولار مترجم إلى اللغة العربية

الثلاث عناصر السابقة هم بؤرة نجاح أي شركة ناشئة مهما كانت ميزانيتها سواء كانت 100 دولار أو أقل يزيد، لكن كتاب شركة ناشئة ب 100 دولار لا يتحدث عن هذه العناصر فحسب، بل أن الكتاب بمثابة دليل مختصر لأصحاب المشاريع الصغيرة ولاسيما التي تنتمي إلى نوع الميكرو بيزنس لتنمو وتنتشر؛ حيث يقوم الكاتب من خلال صفحاته بدعوة الجميع إلى تبني فكرة العمل والتحرر من قيود الوظيفة التقليدية وما ينتج عنها من قيود واضرار، بل يشجع الجميع على تبنى إنشاء مشاريعهم الخاصة والنمو فيها حتى ولو كان صاحبها يمتلك دخل أقل من 100 دولار؛ فباستشهاده بأكثر من 1500 تجربة ناجحة وتسليط الضوء على 20 دراسة حالة منها، تمكن كريس جيليو من تقديم عصارة تجارب رواد الأعمال الناجحين ونقلها إلى العقول الشابة الجديدة.

لا يعد كتاب شركة ناشئة ب 100 دولار The $100 startup كتابًا تقنيًا إنما يمكن التعامل معه كونه كتيب إرشادات شامل يضم كافة المراحل التي يجب على صاحب المشروع الاهتمام بها عند بدء مشروعه، حيث يركز الكتاب على تجربة العديد من رواد الأعمال الناجحين والذين استطاعوا بفضل التكنولوجيا الرقمية والفرص التي منحها الإنترنت لنمو المشاريع على النمو والانتشار وصناعة ثروتهم الخاصة.

يناقش كتاب The $100 startup الخمس مراحل التي يمر بها أي شركة ناشئة بالتفصيل ومن خلال عبارات سهلة وبسيطة يمكن لأي مبتدأ أن يفهمها، بحيث يتناول الكتاب مرحلة الإعداد للمشروع والتخطيط له؛ ثم ينتقل إلى مرحلة التسويق المبكرة وما يتم فيها من أخطاء وكيفية تجنبها، ثم طريقة إطلاق المشروع وجذب العملاء المستهدفين، ثم العمل على منح العملاء قيمة مضافة والاهتمام بهم، ثم التخطيط نحو الانتشار والنمو، مع العمل على تقييم النتائج والتطوير المستمر.

من خلال كتاب شركة ناشئة بمئة دولار يمكنك أن تعرف ما هي الخطوات الصحيحة التي يجب اتخاذها عند بدء أي مشروع وما هي الأخطاء الشائعة التي يجب عليك تجنبها، بالإضافة إلى تعلم أهم الاستراتيجيات الناجحة وكيفية تطبيقها والوصول بمشروعك إلى بر النجاح.

كيفية تحميل كتاب 100 startup$؟

كتاب شركة ناشئة بمئة دولارThe $100 startup بجانب كونه دليل استرشادي ضخم لكل راغب في دخول المجال، إلأ إنه أيضًا كنز ضخم يحتوى على خلاصة تجارب رجال أعمال محترفين تمكنوا لا بأكثر مما تمتلكه أنت الآن في الوصول إلى حلمهم وتحقيقه.

فأذا كنت ترغب في أن تلحق بطريقهم وأن تسبقهم وتطور مسارًا جديدًا لك، فيجب أن تبدأ الآن في معرفة خطواتهم بالتفصيل، ولا يوجد من أفضل من كتاب شركة ناشئة بنفسه ليساعدك على هذا، وإذا كنت تحمل هم عائق اللغة أو الوقت في مطالعة الكتاب، فأكاديمية إعمل بيزنس قد عالجت هذين النقطتين لك، وذلك بمنحك ملخص موجز ووافي مترجم باللغة العربية لأهم النقاط التى تم ذكرها في الكتاب.

التى الآن يمكنك تحميل كتاب شركة ناشئة بمئة دولار مترجم إلى اللغة العربية من خلال أكاديمية إعمل بيزنس وكشف المزيد من أسرار بناء الشركات الناجحة من لسان رواد الأعمال الناجحين أنفسهم، كما يمكنكم التعمق في مجال ريادة الأعمال عبر الكورسات الاحترافية المقدمة على منصتنا والتي يقوم بتدريسها نخبة من الخبراء والمتخصصين.